امتحان نهاية تكوين الفوج 39 للملحقين القضائيين – بتاريخ 2015/01/28 – المادة الجنائية والمسطرة الجنائية
امتحان نهاية تكوين الفوج 39 للملحقين القضائيين – بتاريخ 2015/01/28 – المادة الجنائية والمسطرة الجنائية
أولا مرحلة البحث التمهيدي:
تتلخص وقائع القضية حسب المحضر المنجز من طرف الدرك الملكي لمركز مهدية تحت عدد 1479 المنجز بتاريخ 2010/08/01 أن المسميين م ح و ن ك تقدما لدى الشرطة القضائية وأخبراها أن أحد الأشخاص يجهلان هويته اعتدى على حارس الفيلا الكائنة بتجزئة العامرية بمهدية الشاطئ، وأن الضحية قد أصيب بجرح غائر على مستوى رأسه وهو في حالة خطيرة، وأن المعتدي فر هاربا في اتجاه غير معروف، وفي نفس الوقت حضر إلى مركز الدرك الملكي المسمى ش ع وهو في حالة هستيرية، وبمجرد رؤيتهما له أشارا إليه وأكدا أنه هو الشخص الذي اعتدى على الضحية، فاعترف ش ع تلقائيا بأنه هو من قام بالاعتداء على الضحية وتركه مدرجا في دمائه والتحق بمصلحة الدرك لتسليم نفسه.
وعند انتقال عناصر الشرطة القضائية إلى عين المكان وجدوا الضحية جثة هامدة متكئة على ظهرها في وضعية الجلوس مغطاة ومحاطة ببعض عمال البناء، وتم حجز أداة الجريمة المقدمة من طرف شخص مجهول وهي عبارة عن عمود خشبي يستعمل في أشغال البناء.
وعند الاستماع للمتهم تمهيديا صرح أنه قبل عشرة أيام خرج من منزله متوجها إلى مدينة فاس ومنها أخذالقطار إلى مدينة القنيطرة، ومن هناك ترجل حتى وصل مهدية الشاطئ، وقضى الليل قرب البحر، وصبيحة اليوم الموالي وخلال جولته بأزقة مهدية أثار انتباهه بعض العمال يعملون في بناء إحدى الفيلات الشيء الذي جعله يتقدم منهم، فعرفهم أول الأمر على نفسه وأخبرهم بأنه يبحث عن عمل، فتقدم منه أحد الأشخاص يدعى ص وصرح له بأنه هو المسؤول عن الورش وأنه بإمكانه العمل معهم وبدون أي شروط انضم إلى العمال وبدأ العمل، وهناك تعرف على الضحية الذي يتكلف بحراسة الفيلا والذي اقترح عليه المكوث معه بنفس الفيلا ما دام لا يتوفر على مكان يأوي إليه، ومساء نفس اليوم منحه الضحية أجره اليومي المقدر في 50 درهما فغير ملابسه وخرج يتجول بشاطئ المهدية ثم بالمنتزه حتى أحس بالعياء فعاد حوالي الساعة الحادية عشرة ليلا إلى الفيلا التي ينام الضحية بطابقها السفلي، وبعد دخوله وجد هذا الأخير متكئا فوق أغطية يضعها أرضا و بالقرب منه بطيخة مقسومة إلى عدة أجزاء عدة أجزاء و طلب منه الضحية أكل نصيبه، فجلس بالقرب منه وأكل شيئا من البطيخ ثم تبادلا أطراف الحديث، وخلال ذلك أحسبفقدان الوعي ونوم شديد إلى صبيحة اليوم الموالي، وحوالي الساعة السابعة صباحا أيقظه الضحية عن طريق دفعه له عدة مرات وهو الشيء الذي استغرب له لكون نومه خفيفا عادةن فبدأ يشك في القليل من البطيخ الذي أكله، ومباشرة بعد استيقاظه تفحص ثيابه فوجد عليها آثار سائل منوي على ثيابه الداخلية فتأكد له أنه كان ضحية اعتداء جنسي من طرف الضحية، وأضاف المتهم أنه ورغم ذلك لم يصدر منه أي رد فعل وغادر مهدية في اتجاه مسقط رأسه حيث مكث هناك سبعة أيام، وطيلة هذه الأيام بقي الاعتداء الجنسي الذي تعرض له من طرف الضحية راسخا في ذهنه وبدأ يفكر في كيفية الانتقام من المعني بالأمر ولو بالاعتداء عليه جسديا، فقرر العودة إلى مهدية وقصد الفيلا التي يقيم بها الضحية وطلب من أحد الأشخاص المناداة عليه، وبمجرد أن اقترب منه الضحية ضربه المتهم بعود خشبي كبير يستعمل في أشغال البناء، وذلك بكل ما أوتي من قوة حيث أصاب الضحية على مستوى رأسه حتى سقط أرضا واستمر في ضربه حتى أشفى غليله، وبعد خروج العمال أسرع هاربا قصد التليغ عن نفسه.
وعند الانتهاء من إجراءات البحث التمهيدي على النحو المذكور أحيلت المسطرة على السيد الوكيل العام للملك الذي طالب بإجراء تحقيق في القضية.
ثانيا: مرحلة التحقيق.
عند استنطاق المتهم ابتدائيا من قبل قاضي التحقيق صرح بانه اشتغل بالفيلا التي يحرسها الهالك وبعد انتهائه من عمله وتمكينه من أجره اليومي جلس بالمقهى واشترى بعض المواد ليلا وعاد لقضاء الليلة بمكان عمله فتناول مع الهالك بعض البطيخ كان قد دس فيه الهالك مخدرا، فخلد بعد ذلك للنوم إلى صباح اليوم الموالي حيث شعر بالهالك وهو يحركه بقوة لإيقاظه، وبعد تفحصه لملابسه الداخلية اكتشف أنه كان ضحية هتك عرضه من طرف الضحية الهالك فلم يستطع إفشاء الأمر أو استفسار الهالك عن ذلك فغادر العمل وبعد أيام عاد إلى مكان اشتغال الهالك بمهدية وظل ينتظره إلى أن خرج من الفيلا التي يحرسها والتقط عمودا خشبيا يستعمل في البناء وضرب به رأس الضحية الذي سقط أرضا وعندها لاذ بالفرار وقدم نفسه للدرك، وأكد أنه لم يكن ينوي قتل الضحية وإنما الانتقام لشرفه وتأديب الهالك.
وعند الاستماع إلى المتهم تفصيليا أكد نفس تصريحاته السابقة مضيفا أنه كان يتابع علاجا لكونه مصاب بمرض عقلي ، وأدلى دفاع بشهادة طبية من أخصائي في الأمراض العقلية مؤرخة في 2010/08/14.
وعند الاستماع للشاهدين ط ش و م ح بعد أدائهما اليمين القانونية صرح الشاهد ط ش بأنه يوم الواقعة حوالي الساعة الثامنة والنصف صباحا حضر المتهم إلى عين المكان واستفسر عن الضحية فرد عليه بكونه لا يعرفه وبقي المتهم يحوم حول المكان إلى أن ظهر الضحية، حينها قام المتهم بحمل عود كبير الحجم يبلغ طوله تقريبا 02 متر و 80 سنتيمتر وهوى به بكل قوته على مستوى رأس الضحية فسقط هذا الأخير أرضا وعاوده مرة أخرى على مستوى صدره وبأخرى على مستوى فخذه، فتجه الشاهد نحوهما فقام المسمى م ح بدفع المتهم فرمى هذا الأخير بالعمود ولاذ بالفرار.
وصرح الشاهد م ح أنه يوم الواقعة حوالي الساعة التاسعة صباحا وجد المتهم بمعية عمال آخرين في البناء جالسين أمام فيلا في طور البناء وعند بدءه العمل سمع صرخا بالخارج فالتفت وعاين المتهم وهو يضرب الضحية بواسطة عمود كبير الحجم على مستوى رأسه فهرع نحوه مسرعا بعدما عاود المتهم الضحية بضربتين الأولى على مستوى صدره والثانية على مستوى ركبتيه بواسطة نفس العمود فأبعد المتهم عن الضحية ولما استفسره عن سبب اعتدائه لم يرد عليه وألقى العمود ولاذ بالفرار.
حرر ملتمسا نهائيا للنيابة العامة أو أمرا بالإحالة من القاضي المكلف بالتحقيق