كان الشاهد قد أدلى سابقا للضابطة أنه يعرف المشتكين والمشتكى بهم حق المعرفة ويعرف الأرض المتنازع عليها وشهد أن المشتكى بهم قد استغلوها لكنه اليوم بالجلسة أجاب أنه لا يعرف من المدعين ألا واحدا بينما المدعى عليهم لا يعرف فيهم أحدا وحينما سأله القاضي بما أنك لا تعرف المشتكى بهم فكيف شهدت أنهم استغلوا الأرض فأجاب أن أخت المدعين والتي هي زوجة عمه هي من أخبرته أن المشتكى بهم هم من حرثوا الأرض وأنه لا علم له في الحقيقة بمن يحرثها فقال له القاضي قالوا لك فقلت للشرطة دون أن تراهم بعينك فهدده بعقوبة شهادة الزوروعقاب صاحبها بالحبس لمدة تصل لخمسة سنوات وطالبت النيابة بمتابعته بشهادة الزور فلم يكن أمامه سوى العودة مضطرا لشهادته الزورية الأولى لأنه وجد نفسه مجبرا على ذلك وكأن هدف النيابة العامة كان إرغامه على ما أدلى به لدى الضابطة بدليل أنها توقفت عن متابعته بالزور بمجرد عودته للشهادة الأولى وهو ما حصل في النهاية فهل المحكمة في هذه الحالة تسير مع شهادته الأولى لدى الضابطة أم مع إنكاره لها في الجلسة ثم العودة لها من جديد علما أن شاهدا آخر شهد فيما قبل أن انتزاع العقار تهمة لا أساس لها من الصحة وشهد أن المشتكين هم من يحرثون الأرض .والشادين معا كانا بطلب من المشتكين

أقول هذا وأنا أعلم علم اليقين أن التهمة باطلة ولكن قناعات القاضي قد تختلف لأنه لا يعرف الحقيقة وسيكم بما هو موضوع أمامه لذلك وضعت أمامك ما وقع بالضبط أمام القاضي وما وقع بالجلسة

وبقيت حائرا في هذه الحالة خاصة في شهادة الشاهد اليوم الذي قال الحقيقة وأرغمته النيابة ورئيس الجلسة عن العودة لشهادته بالمحضر في النهاية فتراجع خوفا من أن يرموه بالسجن كما قال لنا